المغرب يرسخ مكانته في عالم الرسوم المتحركة بمهرجان آنسي الدولي

المغرب يرسخ مكانته في عالم الرسوم المتحركة بمهرجان آنسي الدولي

الأربعاء 25 يونيو 2025

بصم المغرب على حضور قوي في الساحة الدولية للرسوم المتحركة، بعد اختيار فيلمه القصير "هارون ومامون" للمشاركة في برنامج MIF Partner Pitches التابع لمهرجان آنسي الدولي لأفلام الرسوم المتحركة، أحد أبرز المهرجانات العالمية في هذا المجال. الفيلم من إخراج جيهان جويبول وإنتاج علي رقيق، الشخصية المعروفة والمؤسس الموحد لمهنيي السينما المتحركة بالمغرب (rtcoustic).

وتأتي هذه المشاركة ضمن استراتيجية طموحة يعتمدها المركز السينمائي المغربي (CCM) تحت إشراف عبد العزيز البوزديني، تهدف إلى دعم قطاع صناعة الرسوم المتحركة الوطني وتعزيز مكانته على المستوى الدولي. ويعود الوفد المغربي إلى مهرجان آنسي هذه السنة ليست فقط بفيلم "هارون ومامون" الواعد، بل لتأكيد الروح الجماعية الديناميكية بين الاستوديوهات والمخرجين والمنتجين الذين يعملون على بناء منظومة مهنية متكاملة لهذا القطاع الذي يحمل آفاقاً واعدة للمستقبل.

ويبرز فيلم "هارون ومامون"، الذي يمتد لـ13 دقيقة، قصة مؤثرة تم تنفيذها بتقنية التصوير بالحركة المتوقفة، حيث يمزج الفيلم ببراعة بين العاطفة والذاكرة والكوارث في إطار حضري مستوحى من مدينة الدار البيضاء. تتبع القصة رحلة أب وابنه في عالم يتجمد بسبب اقتراب اصطدام نيزك، وتسلط الضوء على جراح عميقة في العلاقات العائلية تتطلب إعادة بناء. ويتميز الفيلم بأسلوب سردي جمالي وحسي جريء، يناقش موضوعات إنسانية وعالمية عبر لغة بصرية مبتكرة.

ويجري حالياً تطوير المشروع داخل أول أستوديو مغربي متخصص في الحركة المتوقفة، تم تركيبه مؤخراً في مدرسة Flow Motion بفضل تعاون بين مهرجان nimasyros والمعهد الفرنسي المغربي وCCM وrtcoustic. هذا الاستوديو، الذي يخضع حالياً لمرحلة التجهيز النهائية، يستفيد من الاستشارة المباشرة لمخرجين عالميين مرموقين، مما يضع المغرب في مصاف الدول الأفريقية الرائدة في هذا الفن السينمائي المتطور.

وتم العرض الرسمي للفيلم يوم 12 يونيو في القصر الإمبراطوري ضمن فعاليات مهرجان وسوق آنسي الدولي لأفلام الرسوم المتحركة (MIF)، حيث تميز الفيلم بحصوله على مكانة ضمن أفضل خمسة مشاريع في برنامج شركاء MIF، ونال إشادة واسعة من مؤسسات مرجعية كبرى مثل CNC وCITI. كما لفت انتباه مخرجي ورسامي رسوم متحركة عالميين بارزين، منهم مات جرونينغ مبتكر "عائلة سمبسون"، ورون كليمنتس مخرج "علاء الدين" و"حورية البحر الصغيرة"، إلى جانب آخرين مثل كريستوف سيراند وجينتس زيلبالوديس.

هذا الحراك الإبداعي المغربي في مجال الرسوم المتحركة يدخل ضمن حركة تعاون دولية أوسع، حيث يجري التفاوض حالياً على مشروع إنتاج مشترك بين المغرب وفرنسا لكامل طويل يحمل عنوان "مالك" من إخراج خالد نيت زلاي، مما يبشر بآفاق شراكات مستقبلية مثمرة. كما شهد مهرجان كان السينمائي الأخير نقاشات استراتيجية بين شركاء من المغرب وكندا وفرنسا تؤكد تزايد التعاون عبر الحدود في هذا المجال الحيوي، مما يعزز مكانة المغرب كفاعل رئيسي على المستوى الدولي.

وفي إطار الهيكلة المستقبلية لهذا القطاع، يبرز مشروع تأسيس مركز أفريقي يحمل اسم "إفريقيا والرسوم المتحركة للمغتربين"، ويضم أكثر من 50 عضواً من مختلف دول القارة، ويهدف إلى تعزيز التعاون بين الدول الأفريقية، وتبادل المهارات، وخلق جسور تواصل بين محترفي الرسوم المتحركة داخل القارة.

وبفضل اختيار فيلم "هارون ومامون"، اكتسب قطاع الرسوم المتحركة المغربي زخماً كبيراً من حيث الرؤية والمصداقية، خاصة في ظل تزايد أهمية قضايا التكوين، والإنتاج المحلي، والتوزيع على الصعيد الدولي. ويؤكد المركز السينمائي المغربي من خلال دعمه لهذه المبادرات التزامه بتطوير سينما مغربية متنوعة ومبدعة، تبني لغة بصرية جديدة تواكب التحولات العالمية المتسارعة في مجال الرسوم المتحركة.

partager
partager
partager
partager
Copier lien

© Cinenews . All rights reserved 3wmedia.ma