"سودان يا غالي".. وثيقة إنسانية تعيد اكتشاف الأمل وسط الدمار

Image

"سودان يا غالي".. وثيقة إنسانية تعيد اكتشاف الأمل وسط الدمار

الثلاثاء 04 نوفمبر 2025

في فيلمها الوثائقي "سودان يا غالي"، ترسم المخرجة التونسية هند المؤدب لوحة حسية عميقة عن جيل سوداني اختار أن يواجه العنف بالحلم، وأن يجعل من الإبداع أداة للمقاومة في زمن الحرب. ومن بين الجداريات، والأغاني، والقصائد التي تتحدى الرصاص، يلتقط العمل نبض شبابٍ قرر أن يحوّل وجعه إلى فعل فني يرسم ملامح وطن يبحث عن الحرية رغم الخراب.

الفيلم، الذي عُرض ضمن برنامج “خفقة قلب” في مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط، يستعيد مرحلة دقيقة من تاريخ السودان، أعقبت الثورة التي انتهت بانقلاب عسكري، ويرصد اندلاع الصراع بين الجيش و"قوات الدعم السريع". وفي خضم هذا التوتر، يتابع المشاهد مجموعة من الشباب الحالمين بسودان ديمقراطي جديد، ممن استخدموا الفن والشعر والجدران كمنابر للتعبير والمقاومة.

تقول المؤدب إن الفيلم أراد أن يقرب الجمهور العربي من الإنسان السوداني، ليشعر بمعاناته ويشارك حلمه، معتبرة أن العمل هو “قصيدة غنائية لقوة الشعب السوداني”، وتحية لقدرة الفن على الصمود والتوثيق في آنٍ واحد. وتؤكد أن الفيلم يشكل شهادة تاريخية للأجيال القادمة لفهم تضحيات الشباب السوداني خلال هذه المرحلة المفصلية.

وترى المخرجة أن “سودان يا غالي” امتداد لتجربتها السابقة في فيلم “باريس ستالينغراد”، الذي تناول معاناة المهاجرين غير النظاميين في العاصمة الفرنسية، بينهم سودانيون يعيشون على هامش المدينة. فبفضل تلك التجربة، تعرّفت المؤدب أكثر على الأوضاع السياسية في السودان، ومنحت أحد أصدقائها السودانيين – وهو شاعر شاب – دوراً محورياً في فيلمها الجديد.

هند المؤدب، التي وُلدت في باريس لأب تونسي هو الأديب عبد الوهاب المؤدب وأم من أصول مغربية وجزائرية، تنقلت بين فرنسا والمغرب وتونس، ما جعل رؤيتها السينمائية عابرة للحدود. أعمالها السابقة مثل “كازابلانكا… تذكرة ذهاب إلى الجنة” و“كلاش تونسي” و“إلكترو شعبي” تلتقي جميعها في همٍّ واحد: الإنصات للأصوات المهمّشة واستكشاف الطاقات الشبابية التي تُعيد تعريف الفن في العالم العربي.

الفيلم، الذي انطلق عرضه العالمي من مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي في دورته الـ81، وشارك بعدها في مهرجانات تورنتو ومراكش وعدد من التظاهرات الدولية، يؤكد من جديد موقع هند المؤدب بين المخرجات العربيات اللواتي يسعين لتغيير الصورة النمطية عن المنطقة، وجعل الكاميرا جسراً بين الإنسان وذاكرته، وبين الألم والأمل.

partager
partager
partager
partager
Copier lien

© Cinenews . All rights reserved 3wmedia.ma