تُعد مدينة ورزازات من أبرز وجهات التصوير السينمائي على مستوى العالم، حيث تشهد سنويًا توافد عدد كبير من المخرجين والنجوم العالميين. وتقع المدينة في صميم خريطة التصوير السينمائي بفضل ما تتمتع به من مقومات طبيعية، مآثر تاريخية، واستوديوهات متخصصة تجعل منها واحدة من أهم المدن المغربية التي تستقطب صناع السينما.
وتتميز ورزازات بموقعها الجغرافي الفريد، الذي يسهم في تشكيل صورة سينمائية استثنائية. التسهيلات الإدارية المقدمة للمخرجين العالميين، بالإضافة إلى سحر الطبيعة الخلابة التي توفرها المدينة، ساهمت في جعلها الوجهة المفضلة لتصوير الأفلام التاريخية وأفلام الأكشن. على الرغم من أن بعض الباحثين يعتبرون أن الجاذبية الغرائبية هي السبب الرئيسي لاختيار ورزازات، إلا أن الحقيقة تكمن في القيمة الجمالية والفنية التي تضيفها المدينة للأفلام.
فيلم "غلادياتور" (2000)، للمخرج ريدلي سكوت، هو مثال بارز على كيفية تعامل السينما العالمية مع ورزازات كفضاء سينمائي مهم. الفيلم لم يقتصر نجاحه على السيناريو والإخراج، بل شمل أيضًا جماليات المدينة التي ساهمت في تشكيل معالم الصورة السينمائية بشكل مميز. نجاح الفيلم يعكس قدرة ورزازات على تقديم فضاء جغرافي رائع يثري تجربة المشاهدة.
وتأتي عائدات تصوير الأفلام في المغرب، حسب تقرير المركز السينمائي المغربي، لتصل إلى مليار و109 مليون درهم و80 مليون سنتيم، مما يعزز الاقتصاد المحلي ويُحرك عجلة السياحة في ورزازات. بعد كل فيلم عالمي يُصور في المدينة، تشهد ورزازات نهضة حقيقية تُسهم في رفاهية السكان وتعزز من الوضع الاقتصادي المحلي.
وبجانب الأفلام التي تُصور في ورزازات، شهد المغرب أيضًا تصوير أفلام عالمية أخرى مثل "عودة المومياء" لستيفن سومارز، و"لعبة التجسس" لتوني سكوت، و"طروادة"، و"بابل"، و"مهمة مستحيلة". حيث تساهم هذه الأعمال في تعزيز الاقتصاد المغربي وخلق فرص عمل للممثلين والتقنيين والعاملين في القطاع السينمائي.
وتلعب السينما دورًا كبيرًا في دفع عجلة التنمية الاقتصادية، وأصبح المغرب في السنوات الأخيرة واعيًا لأهمية هذا القطاع في تعزيز النمو الاقتصادي وخلق فرص عمل جديدة.
© Cinenews . All rights reserved 3wmedia.ma