وفاة المخرج الأمريكي روبرت بينتون عن 92 عامًا

وفاة المخرج الأمريكي روبرت بينتون عن 92 عامًا

الأربعاء 14 مايو 2025

توفي المخرج وكاتب السيناريو الأمريكي روبرت بينتون، الحائز على جوائز أوسكار، يوم الثلاثاء عن عمر يناهز 92 عامًا. وقد أكدت المحامية هيلاري بيبيكوف، التي تمثل بينتون، نبأ وفاته لوكالة فرانس برس، مشيرة إلى أن الوفاة كانت نتيجة "أسباب طبيعية".

ويعد بينتون من أبرز الأسماء في تاريخ السينما الأمريكية، حيث قدم العديد من الأعمال التي شكلت محطات مفصلية في صناعة الأفلام، وترك بصمة واضحة في كل من ستينيات وسبعينيات القرن العشرين. يبقى فيلمه الأكثر شهرة "كرايمر فرسس كرايمر" (1979)، الذي عُرض في ذروة تحولات السينما الأمريكية. تدور أحداث الفيلم حول طلاق زوجين يتصارعان على حضانة ابنهما، وهو عمل فني فاز بخمس جوائز أوسكار، بما في ذلك جائزة أفضل فيلم وأفضل مخرج، إلى جانب جوائز لأفضل ممثل لدستن هوفمان وأفضل ممثلة بدور ثانوي لميريل ستريب.

وكان "كرايمر فرسس كرايمر" نقطة تحول في تاريخ السينما، حيث جمع بين الأداء الرائع والإخراج المتميز. وقد أُثني على السيناريو الذي صاغه بينتون، الذي حصل على جائزة أفضل سيناريو مقتبس. الفيلم الذي عُرض في فترة كانت السينما تبحث فيها عن تجديد، لاقى نجاحًا كبيرًا في شباك التذاكر، محققًا تقديرًا واسعًا من النقاد والجمهور.

من جهته، كان بينتون معروفًا بحبه العميق للسينما الفرنسية والموجة الجديدة التي اجتاحت شاشات السينما في الخمسينيات والستينيات. وقد اعتبرته صحيفة "نيويورك تايمز" وريثًا للمخرج الفرنسي فرنسوا تروفو، مشيرة إلى تأثيره الكبير في تطور السينما الأمريكية. كما عُرض عليه في البداية إخراج "كرايمر فرسس كرايمر"، وهو الفيلم الذي قدّم رؤية جديدة عن العلاقات الأسرية في السينما.

وولد بينتون في ولاية تكساس، وبدأ مشواره المهني في هوليوود من خلال كتابة سيناريو فيلم "بوني أند كلايد" (1967)، الذي تناول قصة ثنائي شهير، استخدمه بينتون ورفيقه ديفيد نيومان لطرح رؤية جديدة عن الجريمة في أفلام هوليوود. وقد شكل هذا العمل نقلة نوعية في تاريخ السينما، حيث تمحور حول حياة مجرمين في الثلاثينيات، وفتح الباب أمام صناعة أفلام أكثر جرأة في هوليوود.

على الرغم من أن بينتون أخرج حوالي عشرة أفلام فقط طوال مسيرته المهنية، إلا أن تأثيره في السينما كان كبيرًا. من أبرز أعماله الإخراجية فيلم "بلايسز إن ذي هارت" (1984)، الذي تناول قصة أرملة تكافح لتجاوز محن الحياة في فترة الكساد الكبير، وهو العمل الذي حصلت بفضله سالي فيلد على جائزة الأوسكار لأفضل ممثلة.

ورغم قلة عدد أفلامه، فقد كان بينتون يحظى باحترام كبير في هوليوود، ليس فقط لموهبته الإخراجية، بل أيضًا لتواضعه الكبير. وكان بينتون قد صرح في وقت سابق قائلاً: "هناك مخرجون يعرفون كيف يستخرجون أفضل ما لدى الممثلين؛ لكنني لست واحدًا منهم." هذه الكلمات تعكس جانبًا من شخصيته المتواضعة، التي كانت أحد الأسباب وراء احترامه العميق في صناعة السينما.

وترك بينتون وراءه إرثًا فنيًا خالداً في تاريخ السينما الأمريكية، كما خلف وراءه ابنًا واحدًا. وكان قد فقد زوجته سالي في عام 2023، ليغادر هذا العالم بعد مسيرة طويلة حافلة بالإبداع والإلهام.

partager
partager
partager
partager
Copier lien

© Cinenews . All rights reserved 3wmedia.ma